على مدار الساعة

معركة نواذيبو.. المصير والنفير والتبذير والتغيير (افتتاحية)

05/08/2023 - 15:00

استبن (افتتاحية) - كل المؤشرات والبوادر خلال بداية العام، كانت توحي بأن المعركة الانتخابية في العاصمة الاقتصادية لن تكون سهلة، خلال الاستحقاقات الحالية.

 

فتذبذب القائمين على حزب الإنصاف، في تسمية المرشح الحقيقي الذي يمكن أن ينافس امبراطور المدينة الساحلية على كرسيه وينتزعه منه، حمل رسالة واضحة تفيد أن أكبر حزب في البلاد، يدار بسطحية الهواة، لا بتمرس ثعالب السياسة.

 

نافس القائمون على الحزب قيصر نواذيبو على مالقيصر، فخرج غير آبه عن دائرة الحزب، إلى دائرة "الكرامة" التي استرد كرامته من بابها في وقت سابق، وأعلن ترشحه من الكرامة، منتقيا لنفسه حقيبتين يتقلب بينهما كيف شاء.

 

نثر حزب الإنصاف كنانة رجاله بين يديه، لكن الهواة القائمين عليه، لم يستطيعوا عجم عيدانها بشكل صحيح، فكان الاختيار بكف مرتعدة جدا، وغير مدركة ماذا ستفعل، بل إن كل ماهي متأكدة منه، أن منافسها في المدينة أُلعوبان سياسي وليس بالرجل السهل.

 

ولعل الهلع الذي أصاب الهواة من قوة الرجل، جعلهم يتأرجحون بين الأسماء، فيختاروا اسما بداية كل يوم عمل، ويعلنون سحب ترشيحه في نهاية الدوام، بسبب موانع أوعوائق قانونية أو غير ذلك. 

 

ممارسات الهواة تلك، دعت جهاة أكثر خبرة في الدولة، لاختيار المرشح أحمد ولد خطري لتولي المهمة، وإرسال اسمه في ظرف مغلق إلى هواة الحزب، حتى دون التشاور معهم.

 

رجل الادخار والقرض، دخل معركة المدينة الساحلية وهو يعلم أنه مقدم على معركة المصير، فالرجل الذي اشتهر بالإفراط في بذل الكف، حسب العارفين به، استخدم كافة الأسلحة حتى الآن، بما فيها المال السياسي، حيث حصلت الاتحادات الشبابية في المدينة وحدها على 60 مليون أوقية كتعويضات للتحسيس.

 

الوعود الخيالية أيضا لم يكن ولد خطري بخيلا بها، من تشغيل بالمئات، لبناء الجامعات، لتشييد البنى التحتية؛ بل وصل الأمر به لحد التعهد بإطالة أعمار السكان؛ والأعمار بيد الله..!

 

قيصر نواذيبو، لم يزل حتى اليوم بعد مرور أكثر من نصف الحملة، متمسكا بأن منافسه المنحدر من منطقة "إكٌيدي" بولاية اترارزة، مجرد ضيف على المدينة، يقيم في غرفة بأحد الفنادق، مجهزا حقيبة سفره للإقلاع في الرحلة المسائية، في الرابع عشر من الشهر الجاري. 

 

الحزب الحاكم من جهته، أعلن النفير في المدينة، فأرسل منسقية متكاملة، اتبعها بلجان دعم ومناصرة، مشفوعة بثلل من أبناء المدينة والمؤثرين، لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا..!

 

ومهما يكن من أمر، فإن الحزب الحاكم بذل مابوسعه، كي يتم استرداد المدينة من بين مخالب ولد بلال، لكن المراقبين يرون أن غالبية سكان نواذيبو لا توجد لديهم تلك اللهفة الجامحة للتغيير..!

 

#استبن