
استبن (روصو) - تتربع مدينة روصو عاصمة ولاية اترارزة بين عشرات الآلاف من الهكتارات الزراعية، كما تعتبر البوابة الرئيسية لموريتانيا على غرب إفريقيا، والبوابة الرئيسية لغرب إفريقيا على شمالها وعلى أوروبا.
ووسط المدينة وعلى أطرافها تنتشر مخازن المحاصيل ومصانع تقشير مادة الأرز التي تعتبر المدينة سلة البلاد التي تعتمد عليها في أغلب حاجتها الغذائية منها، كما تشهد نموا مطردا في انتشار مكاتب التوثيق، والنزل والشقق المفروشة.
يحد المدينة من الجنوب نهر السنغال الذي يعتبر أكبر موارد المياه السطحية في موريتانيا، كما يغذي الخزينة العامة بموارد مالية ضخمة بفضل الملاحة النهرية والصيد التقليدي الذي يمارسه سكان القرى الواقعة على النهر ولو بشكل بدائي ودون دعم يذكر من السلطات المركزية.
وعلى الشارع الرئيسي في المدينة، حيث تقع أغلب المباني والمراكز الحكومية يستقبلك النصب التذكاري (الصورة) المصمم قبل سنة من الآن، إيذانا بإطلاق أشغال جسر المدينة والذي يربط الضفة اليمنى من النهر باليسرى، ويبدو أن كافة المشاريع المنقوشة عليه ما زالت في علم الغيب، حيث أن الجانب الموريتاني من الجسر مازال بنفس المستوى الذي تركه به رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم أعطى إشارة انطلاقه رفقة نظيره السنغالي ماكي صال.
أما ملحقات الجسر المتمثلة في تأهيل سبعة كيلوميترات من الطرق المعبدة، ومحطة نقل حديثة، وملعب مصغر، ومركز اجتماعي، وسوق بلدي، فإنها لم تزل في رحم الأم.
فالطريق الوحيد الذي تم تعبيده بالمدينة هو (شارع الولاية) رغم غياب الصيانة حسب مايبدو من وضعيته، وهو الشارع الرئيسي الذي تقع المباني الإدارية على جنباته، أما (شارع مدينة) وبقية الشوارع الفرعية، فحالها ينبئك عن السؤال.
وفي نفس السياق فإن المتجه جنوبا، سيلاحظ أضرارا كبيرة في الجانب الأيمن من الطريق الذي يربط بين روصو ونواكشوط، ابتداء من الكيلو 5 عند مدخل روصو، حيث سيضطر سالك الطريق للقيادة بحذر شديد، بسبب الأضرار، والتي تترك ممرا لسيارة واحدة فقط في أكثر من مكان.
الأمر المزعج للمواطنين ممن استطلعنا آراءهم عن قضية الطرق، هو تداعيات مابعد نزول الأمطار، حيث يكون التحرك في شوارع عاصمة الجنوب أمر مقلق، حيث يعد صعبا على المركبات وعلى ممارسي المشي في آن معا.
بعد جمعنا لجملة من مشاكل المدينة عبر مشاهدات ومعاينات ولقاءات مع بعض المواطنين، التقينا الوالي محمد ولد أحمد مولود القادم حديثا من ولاية لعصابة، حيث استفسرنا عن وسيلة الإعلام التي نتبع لها، متعاظما من كثرة الصحافة في البلاد، ومضيفا أن ذلك هو سبب الاستفسار؛ ورغم استفساره لنا اعتذر عن التعليق على مشاكل مدينته، بسبب عدم اطلاعه على الواقع، حيث وصل قبل أيام فقط للمدينة.
هذا وقد أحالنا للوالي المساعد، حيث كان استقباله لنا بعيدا عن الأساليب المعهودة في تعاطي السلطة الإدارية مع مع نظيرتها الرابعة؛ وفي الأخير تملص المساعد من التعليق بحجة الإنشغال.





















