على مدار الساعة

ثلاث وقفات مع القانون الجديد / الشيخ سيدي محمد ولد معي

07/26/2021 - 16:19

شكل طرح مشروع القانون الجديد  المتعلق بحماية الرموز الوطنية وتجريم المساس بهيبة الدولة وشرف المواطن سبرا ذكيا للرأي العام مكننا من  معرفة طبيعة مواقف عينات مختلفة من مكونات الرأي العام الوطني ،من حيث نضجها وسلامة مواقفها ومدى وطنية مراميها وأهدافها واجنداتها، وطبيعة  رؤيتها لثوابت الأمة والقضايا الوطنية الكبيرة...ولذا فإنني سأتعقب القانون الجديد والمواقف منه من خلال  وقفات ثلاث:

 

 

الوقفة_الأولى 
أعتقد أن مشروع القانون الجديد مَثَّل  امتحانا مباغتا للنخبة وللرأي العام ، وأعتقد كذلك  أن مشايخ المعارضة التاريخية مَثَّلوا الفئة الناجية  أو الناجحة وحدها في هذا الامتحان  ضمن فئات المعارضة التي عبرت عن موقفها وقديما قيل في أمثالنا الشعبية( اشوف الشيخ التاكي المشاف افكراش الواكف)...هذه هي خلاصتي التي استنتجت بعد متابعتي لأغلب  ردود الفعل الصادرة بعد تقديم الحكومة لمشروع القانون إلى البرلمان...
لقد اكتشفت أن أغلب المعارضين للمشروع لا يفرقون بين حرية التعبير و بين الإساءة والتشهير والقذف والبذاءة ،ولايميزون بين قيم الديمقراطية  الخادمة للمجتمع وشطحات التهريج والسوقية والسقوط الساعية لتخريب بيضة الأمة من أجل منافع آنية فردية أصبح الجميع يدرك مطامح أصحابها. 

 

الوقفة_الثانية
بعد هذه الملاحظة أود أن أبين لأبعاد التأسيسية  لهذا الاستنتاج الذي انتهيت إليه والمشير إلى وعي شيوخ الوعي في البلد بضرورة هذه التكملة القانونية ، فبعد مراجعتي  لمواد مشروع القانون  ومقارنتها بالترسانة القانونية المعمول بها حاليا انتهيت إلى خلاصة وهي أن هذا المشروع مكمل وبشكل مفصل ودقيق وغير قابل للتأويل لكل التشريعات المعمول بها في البلد فلا يحمل مشروع القانون الجديد تعارضا ولا تناقضا نصا أو روحا مع أي تشريع موريتاني. 

 

إن مشروع القانون الجديد يمثل حصنا حصينا  
لمجتمعنا في ظل توغل الثقافة الشعبوية ، لذا فهو   يلبي حاجة وطنية ورغبة إنسانية  ومطلبا عالميا في ترشيد ثورة الاتصال  واستخداماتها الشعبوية المهددة لكل مجتمعات الدنيا وموريتانيا ليست استثناء من العالم الذي صممت مختلف تشريعاته على مواجهة جوائح الوسائط الاجتماعية سيما المحملة  منها ببوائق الشعبوية وتيارات   الهدم الدمية. 

 

الوقفة_الثالثة

وكخلاصة لهذا الاستنتاج فإن مشروع القانون الجديد لا يمكن أن يعارضه معارضة جوهرية إلا من له مصلحة في تمزيق مجتمعنا أو المس بمقدساتنا أو من له أجندة خاصة تتعلق بتخريب كيان دولتنا لاقدر الله ،أو من  تجارتة أو رزقه _والعياذ بالله _ منوط بأعراض الناس وهو على يقين أن تجارته ستعيش بوارا بعد المصادقة على هذا التشريع الجديد...

 

أخيرا لدي سؤال موجه موجه لمن تمحورت ردود فعلهم حول المادة الخاصة بجمع رئيس الجمهورية بالرموز الوطنية فهل تدركون معنى قولة   الخليفة عثمان رضي الله عنه  أن الله يزع بالسلطان مالم يزع بالقرآن؟.