
بعض الأشخاص يسبون "شخص رئيس الجمهورية" عبر وسائل الاتصال ويعتبرون ذلك نقدا بناء، وهناك من يحرض على الفتنة بنفخ نار التفرقة بين مكونات الشعب الموريتاني الضعيف ويعتبر ذلك نضالا، وثمة من ينشر الشائعات بالصور الكاذبة والفيدوهات المزيفة على هذا الفضاء لزعزة الأمن في البلد ويعتبر ذلك بطولة، والأدهى والأمر أن هناك من يسب العلماء ويسخر من الدين والتدين ويرى ذلك تحررا.
وبما أن هذه المسلكيات الضارة تفاقمت وتجاوزت كل الحدود، وأصبح كل من هب ودب يستخدم وسائل الاتصال دون مراعاة ما قد تسببه من أضرار، بات من الواجب سن قوانين جديدة لضبط استخدام هذه الوسائل التي أصبحت تهدد المنظومة الأخلاقية بشكل عام داخل المجتمع من ناحية، وتهدد الأمن والسكينة العامة من ناحية أخرى.
لاحظت أن البعض يحاول أن يربط القوانين المسنونة مؤخرا بباب الحريات الذي كان ولا يزال وسيظل مفتوحا أمام الجميع، وقد أكد على ذلك رئيس الجمهورية خلال كلمته الأخيرة في مدينة روصو حيث قال:
"لن يكون هناك أي مساس بالحريات العامة المكفولة دستوريا بل على العكس من ذلك سيتم تعزيزها وصونها.."
نعم... باب الحريات مفتوح أمام الجميع والنقد البناء الهادف مرحب به من الجميع، لكن الإساءة والسب والقدح والكلام الساقط البذيء، لم يعد مسموحا به على الإطلاق، والعصا لمن عصى.