على مدار الساعة

أربعة في أربعة حول إقالة ولد هارون / الشيخ ولد المامي

07/01/2021 - 12:22

القصة : (الطبيب الذي نصحني بالإقلاع كان مدخنا).

المقال : بالمختصر ؛ أتفهم جدا إقالة ولد هارون ولد الشيخ سيديا يوم أمس لعدة أسباب، بل لو كان لي من الأمر شيء لوفرت له سبيلا لهجرة "النجاة" أو النزوح من القرية "الظالم أهلها" حسبما تقتضيه أحكام جلسته، التي كان فيها خصما وحكما.

 

ورغم ذلك فلي مآخذ على نجل أشياخنا أصنفها ضمن تلك المسلكيات التي "ماتفكد بأفعال أهل الشيخ" وأستغرب صدورها من أحد احفادهم؛ خصوصا إذا كان من جملة الطبقة المثقفة، وهو أمر غير غريب في أبناء الأسرة الكريمة. 

 

وسأستعرض تلك المآخذ التي "ماتفكد بأفعال أهل الشيخ" في نقاط؛ أفرد للحكومة جانبا منها، وأفرد نجل أشياخنا بالبعض الآخر على هذا النحو : 

 

 من جانب الحكومة..

 أولا - لاشك أن أي عمل بشري تعتريه النواقص، شأن تنفيذ التوجهات والبرامج في بلادنا على غرار كل البلدان، ولا شك أن الطامة الكبرى المسببة تلك النواقص، هم أولئك الأشخاص "الذين قالو آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم" بالتوجه الجديد، فهؤلاء يشكلون سنا مكسورا في عمود دوران التوجه الجديد، مسببا شللا جزئيا لحركته، ومن الطبيعي .. بل الأولى التخلص منهم في أول فرصة حتى تكمل قاطرة "تعهداتي" طريقها نحو بر الأمان.

 

ثانيا .. في ظل منهج عدالة توزيع الوظائف المتبع مؤخرا وجدنا أن الرئيس خلال آخر تعديل وزاري، أقال مدير "سوماغاز" في ظل الحاجة لشقيقه، كعضو في الحكومة، بما برهن عليه من مهنية وإخلاص، ليتم التخلص من الأسن، وليس لمأخذ على الأخير، لكن بدافع تجنب حصر الوظائف في أسرة واحدة، ومن الواضح أن حاجة الفريق الحكومي لوزيرة العمل الإجتماعي، أمسّ من حاجته لشقيقها، وهنا يجب أن نلوم المقصر في تقصيره لا المجتهد في اجتهاده، أو المقيم في تقييمه..!

 

ثالثا.. كان الوزير الأول قد أوصى في بداية تسلمه للحقيبة بضرورة التحفظ الوظيفي، ومن الطبيعي وتطبيقا لمبدأ العقوبة والمكافأة أن يعاقب من خالف تلك التعليمات وهذا أمر صحي، والحالة المرضية هي عكسه.

 

رابعا.. من حق من يرى في نفسه أهلية للتنظير واستشراف المستقبل، وقراءة الحاضر أن يمارس ذلك، ومن حق الحكومة أيضا أن تفرغه لذلك الهدف السامي حتى تعم الفائدة ويصبح صاحبها مشاعا للجميع، وليس حكرا على طبقة بعينها.

 

من جهة نجل أشياخنا..

أولا.. في ظل وجود اختراع إنساني يسمى (الاستقالة) استهجن جدا وأمتعض من صمود نجل أشياخنا في منظومة يرى أنه لا أمل فيها، بل كان من الأولى بمن هو في مكانته العلمية والاجتماعية أن يستفيد من حقه في الاختراع المذكور أعلاه؛ حتى يتبن "الرشد من الغي" ولتكون "ركبة أمراح" نجل أشياخنا خالية مما يبين تهافت طرحه، أما العكس ف (مايفكد بافعال أهل الشيخ)..!

 

ثانيا.. حينما يعبر المثقف عن رأيه أو اجتهاده بما يرى أنه تجرد وموضوعية حول منظومة ينتمي لها ويوصي بالتكتم على ذلك؛ خوفا من إقالة أو طمعا في تعيين أسمى فإن ذلك لايناسب المكانة العلمية للمثقف واجتماعيا (مايفكد بأفعال أهل الشيخ)..!

 

ثالثا.. حينما يرى المثقف أن خاطر الشخص أهم من مصلحة البلد، فإنه قد جانب جادة الصواب حتما، كما أن المكانة الاجتماعية للأشخاص تفرض منظومة سلوكيات معينة، ومن جانَبَ تلك الجادة فإنه سلك منعرجا (مايفكد بأفعال أهل الشيخ)..!

 

رابعا.. أسهب نجل أشياخنا في تكرار أسطوانة طالما غنتها (شبكة المهجر والمباشر) المنفصلة كليا عن الواقع المحلي؛ والتي تشمل (العاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين) كما طعّهما بإحالات يستحيل التحقق من نسبتها للمصدر، مردفا عدة إسقاطات لم تخرج في المجمل عن حديقة "الإليزة" في العصر الديجولي، والذي يعرف الجميع النهاية السياسية لبطله..؛ فقد كان الأولى بنجل أشياخنا أن يقتبس من أصحاب خواتم أكثر إشراقا، لأن استدعاء الأمثلة من صاحب نهاية سياسية مؤلمة، وصاحب نهاية تنظيرية مخيبة؛ فذلك أمر (مايفكد بأفعال أهل الشيخ)..!   
 
للعبرة (الي اتريالك خرص ركبة امراحو)..!