
بسم الله الرحمن الرحيم، وصل الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين،
وسلم تسليما .
رسالة شكر وتقدير واحترام من النائب بيرام الداه اعبيد إلى ساكنة
شنقيط، منارة العلم ورباط الفتح .
عرفانا بالجميل ألهل شنقيط الكرام، أتقدم إليكم بوافر الثناء وخالص
المودة. فجزاكم الله خير الجزاء لما قدمتموه لي من حسن الضيافة والكرم
طيلة مقامي المبارك في مدينتنا الجميلة.
جئت إلى شنقيط بدعوة من أخي الخبير الدولي الدكتور محمد ولد المنير
الذي أكرمني أيما إكرام. ففشكرا له ولكل الوجهاء والمنتخبين واألطر
والشباب والمواطنين من مختلف األطياف االجتماعية الذين توافدوا علي
مرحبين ومحتفين.
شنقيط، صانعة الحضارة وعاصمة دولة المرابطين التي كانت مثاال للوحدة
الوطنية، والتي انطلقت منها الدعوة اإلسالمية إلى الجنوب وإلى
الشمال، أنجبت علماء كالطوالب األربعة المعروفين في قصة الشاب
الشاطر، وقضاة كالشيخ ولد حامن، وشعراء ذاع صيتهم كولد رازكه،
وغيرهم كثير ممن يضيق المقام عن ذكرهم ...
شنقيط كانت سباقة أيضا في المساهمة في بناء الدولة الوطنية، فقد
ساهمت في ميالد الدولة الموريتانية قبل وبعد االستقالل الوطني،
والشواهد علي ذلك كثيرة. منها تنازل أحمد المنير، رحمه هللا، عن منصبه
لصالح ترشح الرئيس المؤسس للجمهورية اإلسالمية الموريتانية المختار
ولد داداه، رحمه هللا، من دائرة شنقيط للجمعية الفرنسية.
وبعد الاستقالل، ساهم رجاالت شنقيط في تأسيس الدولة الحديثة، ونذكر
على سبيل المثال ال الحصر وزير الداخلية أحمد ولد محمد صالح.
وكان من أوائل من نادوا بضرورة القضاء على العبودية ومخلفاتهاكان من أوائل من نادوا بضرورة القضاء على العبودية ومخلفاتها أحد أطر
شنقيط، السفير والشاعر محمد الحنشي ولد محمد صالح، رحمه هللا،
في قصيدته الشهيرة عن العبودية ومخلفاتها .
وانجبت هذه المدينة أطرا إداريين وطنيين معروفين بالكفاءة والتعفف عن
المال الحرام كالوزير السابق وأحد دعاة التحرر محمد ولد الحيمر، وضباطا
سامين خدموا البلد، منهم من ضحى بروحه الزكية دفاعا عن الوطن،
ونذكر منهم القائد البطل الشهيد محمد األمين ولد انجيان، رحمه هللا .
وكان من حسن حظي أن شاهدت طريق أطار -شنقيط، هذا الإنجاز
العظيم الذي حققه أحد رجالات شنقيط، محمدو ولد ابنو، بقوة اإلرادة،
عندما راودت الدولة الموريتانية، في سنوات الجفاف، فكرة نقل سكان
شنقيط إلى مدينة أطار، بعد تقارير رسمية أن شنقيط لم تعد صالحة
للسكن.
أبى هذا الرجل الفكرة وطالب من الدولة إعطاءه الإذن في شق
الطريق، انطالقا من مخطط سبق وأن أشرفت عليه ليبيا في السبعينات .
وبدأ العمل بإمكانياته الشخصية المحدودة لفك العزلة عن المدينة، كما
بنى اعدادية لتثبيت السكان، مما يدل على عزيمة وإخلاص رجال
شنقيط لمدينتهم وتاريخها المستحق ساكنو شنقيط، لرمزيتها التاريخية والعلمية، لفتة أكبر من الدولة الموريتانية عن طريق تكثيف المشاريع التنموية واالقتصادية
والثقافية، بدرجة تعود بالنفع العام على المدينة وعلى البلد.
سأبقى ممتنا لكم، فشكرا لكم جميعا وتقبل الله منا ومنكم
النائب بيرام الداه اعبيد
الصورة كانت زيارة للمدافن في مدينة شنقيط العريقة
