
استبن (نواكشوط) - قام وزير الشؤون الخارجية والتعاون محمد سالم ولد مرزوك، بتمثيل رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني في خلوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي المخصصة لإصلاح منظمة الاتحاد الإفريقي، والذي عقدت أعمالها أمس بنيروبي.
وهذا نص الخطاب الذي ألقاه ولد مرزوك خلال اللقاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
- صاحب الفخامة William Samoei Roto رئيس جمهورية كينيا الشقيقة وبطل الاتحاد الإفريقي للإصلاح الهيكلي.
- صاحب الفخامة joâo Manuel lourenço رئيس جمهورية أنغولا والرئيس القادم للاتحاد الإفريقي
- صاحب المعالي موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.
- أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة أيها السيدات والسادة
يسعدني أن أقف بينكم اليوم ممثلاً لشقيقكم، فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي الذي حالت بعض الالتزامات الطارئة دون حضوره شخصياً هذه الخلوة الهامة التي يعقد عليها آمالاً كبيرة.
وقد كلفني بأن أنقل إليكم خالص اعتذاره، مقروناً بأصدق تحياته وأسمى تمنياته بنجاح أعمالكم وتحقيق ما تصبون إليه من أهداف تخدم قارتنا وتُعزز مسار وحدتنا وتضامننا المشترك.
واسمحوا لي، فخامة الرئيس William Samoei Ruto ، أن أعبر لكم، ومن خلالكم للشعب والحكومة الكينيين الشقيقين عن الشكر الجزيل على ما أحطتمونا به من حسن الاستقبال وكرم الضيافة منذ وصولنا لهذا البلد الجميل المضياف.
كما أود أن أغتنم هذه السانحة لأتوجه لكم بخالص التهنئة على الثقة المستحقة التي أولاكم إياها مؤتمر رؤساء الدول والحكومات الأفارقة من خلال المقرر رقم 866، بتسميتكم بطلاً للاتحاد الإفريقي خلفاً لفخامة Paul Kagame، رئيس جمهورية رواندا الشقيقة.
ولا يساورني أدنى شك، في أنكم ستواصلون بحكمة واقتدار مسيرة الإصلاح الهيكلي للاتحاد الإفريقي، بما يتوافق مع تطلعاتنا المشتركة ويعزز تحقيق أهدافنا الاستراتيجية المرسومة في أجندة 2063، "إفريقيا التي نريدها" وبناء اتحاد قوي وفاعل، قادر على قيادة قارتنا نحو آفاق أرحب من التنمية المستدامة، والتكامل الإقليمي، والازدهار المشترك.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أثمن الجهود الجبارة والانجازات الكبيرة التي حققها صاحب الفخامة Paul kagame رئيس جمهورية رواندا الشقيقة خلال قيادته لعملية الإصلاح الهيكلي للاتحاد الإفريقي؛ فله منا هنا جزيل الشكر ووافر الامتنان؛
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة
أيها السيدات والسادة
يُعَد إصلاح الاتحاد الإفريقي ضرورة ملحة وهدفًا ساميًا نسعى جميعًا لتحقيقه؛ وذلك قناعة منا راسخة بأن ما يشهده الوضع الدولي الراهن من أزمات متفاقمة، وما تواجهه قارتنا من تحديات مختلفة، يُحتّم علينا تعزيز وحدتنا والعمل على إصلاح منظمتنا القارية؛
إننا نريد لاتحادنا أن يكون أداة فعّالة ترتقي بقارتنا الحبيبة إلى المكانة اللائقة بها على الساحة الدولية، ونتقدم من خلالها خطوات على طريق تجسيد تطلعات شعوبنا المشروعة في التنمية المستدامة الشاملة والمتوازنة.
ولهذا الغرض، فإن الإصلاح المنشود للاتحاد الإفريقي يجب أن يُسفر عن هيكل فعّال ومرن، متكامل الأدوار، خالٍ من ازدواجية المهام وتعارضها، بما يضمن تركيز الجهود على تحقيق الأولويات الأساسية لقارتنا، مثل السلم والأمن، والتنمية الاقتصادية، والتكامل الإقليمي، وتعزيز الحوكمة والشفافية.
ومن شروط ذلك، بطبيعة الحال، أن يتمتع الاتحاد بالاستقلالية المالية الكافية التي تمكّنه من أداء مهامه بكفاءة وفعالية.
كما أن القرارات التي نتخذها في إطار عملية الإصلاح الهيكلي يجب أن تكون قرارات حاسمة وجريئة، تسعى إلى توحيد الجهود، ورأب الصدع، وسدّ النواقص الملاحظة.
وينبغي لها أن تسهم في تحقيق التناغم والانسجام والتكامل بين الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية والدول الأعضاء، بما يضمن التنفيذ الفعّال لأجندة الاتحاد الإفريقي 2063 .
كما يجب أن تكون هذه القرارات واضحة لا تقبل التأويل، وأن نضع آلية فعالة لمتابعة تنفيذها؛
وقد جربنا السنة الماضية عواقب عدم التنفيذ الصارم لمقرر القمة الاستثنائية الحادية عشرة للاتحاد في موضوع انتخاب القيادة العليا للمفوضية وتطبيق مبدأ التناوب بين الأقاليم؛ حيث واجهنا أزمة معقدة قبيل أيام من موعد تقديم الترشيحات، كادت أن تهدد سير الانتخابات المبرمجة وتلقي بظلال من الشك على التزامنا بتعزيز هذا المبدأ الجوهري للإصلاح.
لكن المبادرة الحكيمة التي اتخذها حينئذ فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، بالدعوة لعقد مجلس تنفيذي استثنائي في مارس الماضي لمعالجة هذا التحدي، مكنت بفضل الله، ومن خلال رسم مسار واضح وشفاف للترشح للوظائف العليا للمفوضية، من تجاوز الأزمة والاتفاق على شروط تضمن نزاهة الانتخابات ومصداقيتها.
أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة
أيها السيدات والسادة
إننا أمام فرصة تاريخية لتعزيز وحدتنا وتحقيق تطلعات شعوبنا كما نصبو إليها في أجندة 2063، "إفريقيا التي نريدها". ولتكن هذه المرحلة انطلاقة نحو اتحاد قوي وفعّال يُجسد طموحات قارتنا في السلم والازدهار.
وإن نجاح مشروع إصلاح الاتحاد الإفريقي يظل مرهونًا بمدى التزامنا بتنفيذ قراراتنا بجدية، وإرساء نظام توظيف عادل وشفاف يتيح استقطاب الكفاءات المؤهلة من جميع دول القارة، فالكوادر البشرية المؤهلة هي الأساس لتحقيق التنمية والتكامل.
أشكركم على جهودكم المخلصة، متطلعًا إلى أن تثمر أعمالنا عن قرارات تحقق أهدافنا المشتركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.